تأثير برنامج تأهيلى حركى – وظيفى باستخدام نماذج مختلفة من من الانقباضات العضلية، وتقنية الكيروبراكتيك، والعلاج المائى على بعض المتغيرات الفسيولوجية العصبية لدى المصابين بالانزلاق الغضروفى القطنى

   ويشير ايمن كمال (2007)، برادE.  Becker, B. (2009) إلى فعالية استخدام العلاج المائى فى تأهيل مختلف الإصابات التى يتعرض لها الفرد، حيث أن للعوامل الميكانيكية والحرارية تأثير على اعضاء الجسم، حيث أن مستوى إزاحة الماء ودرجة حرارته وقوة الطفو الدفع لأعلى ومقاومة الاحتكاك للماء تلعب دوراً هاماً فى فعالية التأهيل باستخدام التدريبات المائية، وعلى أساس نوع المشكلة ودرجة الاصابة والهدف المحدد من البرنامج المائى يمكن للمعالج استخدام هذه الخصائص المميزة لسرعة التخلص من الام وأعراض هذه الاصابة.ً (66:11) (112:25)
   ويوضح ايان وبرادلىIan , Bradley  (2014)، وورتن وآخرون Whorton et al.  (2017) أن استخدام العلاج المائى يمكن أن يحقق مزيد من الراحة لمرضى التهاب المفاصل المختلفة، وكذلك لعلاج الأمراض المزمنة التي تصيب عضلات ومفاصل الجسم، ولتحسين المرونة وزيادة المدى الحركى للمفاصل، كما يتسبب الماء الدافئ في تمدد الأوعية الدموية الدقيقة بالقرب من سطح الجلد مما يجعل مزيداً من الدم يندفع إلى سطح الأنسجة لمقاومة الاصابات والالتهابات في المنطقة المصابة. (41: 44-46) (62: 89، 90)
   يعاني المصابون بالانزلاق الغضروفي القطني من تغيّرات في الاستجابات العصبية الانعكاسية، حيث يحدث بطء في نقل الإشارات العصبية من الجذور الشوكية المصابة، مما يؤدي إلى انخفاض في التوقيت الحركي والاستجابة الحسية، وهو ما ينعكس سلباً على التوازن العضلي العصبي والقدرة على التحكم في الوضعيات الحركية الدقيقة . (990:27) (204:54)
وتعد التغيرات الفسيولوجية العصبية المهمة لدى المصابين هو ضعف في السيطرة العصبية العضلية للفقرات القطنية، وخاصة العضلات العميقة مثل "Multifidus" و"Transversus Abdominis"، مما يؤدي إلى اختلال في الاستقرار الديناميكي للفقرات القطنية، ويزيد من خطر تكرار الإصابة فيما بعد .  (206:54)  
   وتشير العديد من الدراسات إلى أن وجود ألم أسفل الظهر المزمن يؤثر سلباً على جودة الإشارات العصبية الحركية الصادرة من القشرة الحركية، مما يسبب ضعفًا عامًا في تنسيق الحركات وتدهورًا في الأداء الوظيفي للحركات الأساسية اليومية." (2168:61) (496:52)
   ومن خلال ما سبق، ونظرًا لما تفرضه إصابات الانزلاق الغضروفي القطني من تحديات علاجية وتأهيلية مستمرة، ولما لهذه الإصابة من آثار سلبية متداخلة على الجوانب الحركية والوظيفية والفسيولوجية العصبية، فقد رأى الباحث أهمية بناء برنامج تأهيلي يجمع بين مكونات التأهيل الحركي والوظيفي، باستخدام نماذج متنوعة من الانقباضات العضلية، وتطبيق تقنية الكيروبراكتيك كعلاج يدوي يهدف إلى استعادة التوازن العصبي العضلي، بالإضافة إلى توظيف العلاج المائي لما يوفره من بيئة علاجية آمنة تساعد في تقليل الأحمال وتحفيز الجهاز العصبي. وعليه، جاءت هذه الدراسة استجابة للحاجة إلى برامج تأهيلية متكاملة، ولتقصي مدى فاعلية هذا النوع من البرامج في تحسين بعض المتغيرات الفسيولوجية العصبية لدى المصابين بالإنزلاق الغضروفي القطني.
أهمية البحث :
الأهمية العلمية:
يتمثل الجانب العلمي للبحث في محاولته ربط النماذج الحركية للانقباض العضلي مع التقنيات اليدوية والتطبيقات البيئية (المائية) ضمن إطار علمي متكامل، لفهم تأثيرها المباشر على بعض المؤشرات الفسيولوجية العصبية، مثل التوصيل العصبي، واستجابات المنعكسات، ومستوى التوتر العضلي. كما يُسهم في سد فجوة علمية حول فعالية دمج هذه الأساليب في بروتوكول تأهيلي موحّد، وهو ما لم تتناوله العديد من الدراسات بشكل شامل.
الأهمية التطبيقية:
تظهر الأهمية التطبيقية من خلال إمكانية الاستفادة من هذا البرنامج التأهيلي المتكامل في المؤسسات العلاجية والمراكز التأهيلية والرياضية، بما يُساعد في تسريع عملية التعافي وتحسين الكفاءة العصبية الحركية للمصابين، وتقليل الاعتماد على التدخلات الجراحية أو العقاقير. كما يمكن لأخصايين التأهيل استخدام هذا النموذج كمرجع عملي لوضع برامج مشابهة تُعزز من عودة المصاب لمستوى الأداء الوظيفي الطبيعي بأقل مضاعفات ممكنة.