فاعلية برنامج تأهيلي بعد التدخل الجراحي لشفط الدهون بالليزرعلى مستوي التناسق التشريحي لعضلات البطن الأمامية

شهدت الآونة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في إقبال بعض الرجال على عمليات شفط الدهون بالليزر، خاصة في منطقة البطن، بهدف تحسين المظهر الجسدي والحصول على قوام متناسق في وقت قصير دون عناء التمارين أو الحميات الغذائية. ورغم ما تحققه هذه العمليات من نتائج شكلية مرضية، إلا أن أغلب الدراسات أغفلت الجانب الوظيفي والتشريحي لما بعد العملية، خصوصًا فيما يتعلق بتناسق وقوة عضلات البطن الأمامية. ومن هنا جاءت أهمية هذا البحث، الذي يهدف إلى دراسة فاعلية برنامج تأهيلي بدني في استعادة التناسق التشريحي وقوة العضلات بعد عملية شفط الدهون بالليزر لدى الرجال. اعتمد الباحث على المنهج التجريبي، واشتملت العينة على مجموعة من الرجال وبلغ عددهم 12 فردا ويتراوح أعمارهم من 35 الى 45 سنة والذين خضعوا لعملية شفط الدهون بالليزر. تم تنفيذ برنامج تأهيلي بدني متدرج لمدة 8 أسابيع، يتضمن مجموعة من التمارين البدنية الموجهة لاستعادة القوة العضلية والتناسق بين العضلات القابضة والباسطة للبطن. كما تم إجراء قياسات قبلية وبعدية باستخدام أدوات دقيقة شملت التحليل بالأشعة وتقويم الأداء العضلي. وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح القياسات البعدية، حيث تحسّنت قوة العضلات القابضة بنسبة 45.5%، والعضلات الباسطة بنسبة 36.6%، كما تحسن التناسق التشريحي العام للبطن. وأثبت البرنامج فعاليته في تحقيق التوازن العضلي واستعادة الشكل التشريحي الطبيعي بعد العملية. وأوصى الباحث بضرورة دمج برامج التأهيل الحركي في الخطة العلاجية لما بعد العمليات التجميلية، وتصميم برامج فردية حسب احتياجات كل حالة، واستخدام وسائل التقييم الدقيقة لمتابعة تطور الأداء العضلي والتشريحي، ودعم مزيد من الأبحاث في هذا المجال لتوسيع قاعدة المعرفة العلمية والتطبيقية.